أعجوبة الصحراء الليبية
يقال إن في الطبيعة مشاهد تريح النفس وتبهج العين وهذا ماينطبق على جبل (واو الناموس) تلك الأعجوبة الطبيعية المتمثلة في وجود التكوين الهيكلي الجيولوجي الغريب وسط الصحراء صارخاً ومتحدياً إصفرار رمالها .. هذا الجبل البركاني الذي تنفس في آخر ثوراته منذ الآف السنين والتي تشهد عليها الطفوح البركانية والصخور البازلتية السوداء المظلمة التي تدفقت من فوهة البركان الدائرية المنتشرة على مسافة قطر يمتد مابين 20 - 10 كيلومتر وشهد على ثورانها البعيد إنسان العصور الحجري... مناظر مشهدية رائعة تمتزج فيها صخور واو الناموس السوداء مع إخضرار النباتات والأشجار المحيطة بالبحيرات المنتشرة على سفوح الجبل .. مشهد قال عنه الجيولوجي الإيطالي أنجيلو بيسي": إنها مشاهد غارقة في صور الجمال الطبيعي النادر تستقبل زوار الصحراء بشكل مفاجئ " . مشهد يشبهه أغلب زوار المكان كأنه قطعة من سطح القمر سقطت على الأرض لانتشار صخور اللابة السوداء وموجات الرمال الرمادية والسوداء التي غطت كامل المساحات على سفوح الجبل.. مشاهد سريالية تتناوب فيها صور تدرج الألوان الرمادية والسوداء القاتمة لتشكل لوحة غاية في الروعة والجمال .الطريق نحو واو الناموستقف على الصحراء الليبية عدة نقاط جغرافية تحمل الكثير من المناظر المشهديه الرائعة قل نظيرها على المستوى العالمي لكونها تمثل تكوينات تضاريسية عجيبة تشكّلت نتيجة عوامل الطبيعة وتقلبات المناخ على مدى قرون عديدة، أصبحت اليوم في مصاف أعظم عجائب الطبيعة في العالم، وفي كون (واو الناموس) من بين تلك المواقع كانت رحلتنا إلى المكان .انطلاقاً من مدينة تمسة متجهين صوب الجنوب الشرقي عبر مسارب الصحراء الترابية رويداً رويداً على الطريق الترابي المؤدي إلى منطقة واوالكبير مروراً بعدة نقاط صحراوية تحوى الكثير من المناظر الطبيعية الرائعة والممتدة على مساحات واسعة مروراً ب "قرارة الكلب" ووادي تمسة " ولمسافة أكثر من 170 كيلومتراً توجد إستراحة المشروع الزراعي بوادي واو الكبير يقصدها أغلب السياح للإستراحة وتجديد النشاط . تفتّح صفحات الجمالوبالاتجاه نحو الشرق تستأنف الرحلة نحو منطقة واو الناموس التي تبعد مسافة 130 كيلومتر عن الدرب الرملي المؤدي نحو وسط أراض رملية متسعة الأفق وفجأة وبدون مقدمات تتكشف بعض الهضاب والتلال الصخرية على جانبي الطريق وعبر مسرب صغير في جسم الطريق تنفتح صفحات المكان لتتراءى من بعيد الصخورالبازلتية السوداء لجبل واو الناموس البركاني وعند الإقتراب من المنطقة تبدأ الصخور السوداء المكونة للمنطقة البركانية في الظهور على أرضية المكان وسط هدوء وسكون الصحراء .أول الرواد والمستكشفينزار المكان الذي ظل طيلة قرون عديدة في طي النسيان عدد كبير من أوائل المستكشفين عبر الصحراء الليبية في رحلات استمرت حتى سنة 1918 مسيحي والذي شكل نقطة تحول عندما زارته أول بعثة استكشافية فرنسية بقيادة الرحالة الفرنسي لوران ربيلي الذي أورد أهم ملاحظته خلال عديد التقارير العلمية عن طبيعة المكان، كما وصفه أرديتو ديسيو خلال قيام البعثة الإيطالية التي وضعت دراسة مهمة حول الصحراء الليبية ، وفي العام 1942 مسيحي مر على الجبل العالم الألماني بنيامين ريختر خلال زيارته لمنطقة تازربو، وأشارت أغلب الدراسات العلمية عن أصل تسمية المكان الى أن الإسم جاء من أفواج البعوض التي كانت تنتشر عبر المكان .واو الناموس اليوميقف جبل واو الناموس اليوم وسط الصحراء يلفه غطاء أسود من اللابة السوداء المتدفقة من فوهة البركان منذ الآف السنين، حيث صنف الجبل في القوائم الجغرافية على أنه جبل بركاني يتخذ شكلاً دائرياً يبلغ إرتفاعه 575 متر وله فوهة دائرية تعلو قمته ومن هذه النقطة يمكن مشاهدة البحيرات التي تلفها أشجار النخيل والطرفاء والآثل ونبات القصب والخيزران .والتي وفرت محميات طبيعية أو موائل للكثير من الطيور والحيوانات حسب تعريف المنظمة الدولية .الاستثنائيةيمثل جبل واو الناموس حالة استثنائية تثبت القاعدة التي تقول إن الصحراء تحمل الكثير من العوالم المختلفة وتتميز بالتطرف المناخي والتناقض في الأشكال الطبيعية، هذا الجبل البركاني الذي تنفس في أخر ثوراته منذ آلاف السنين والتي تشهد عليها الطفوح البركانية والصخور البازلتية السوداء المظلمة التي تدفقت من فوهة البركان الدائرية المنتشرة على مسافة قطرها يمتد مابين 10 - 20 كيلومتر وشهد على ثورانها ذلك إنسان العصور الحجرية. ، كما إن وجوده كجبل بركاني منفرد وسط المكان يعد بمثابة ظاهرة عجيبة تستحق الدراسة والبحث.قطعة من القمرمناظر مشهدية رائعة تمتزج فيها صخور واو الناموس السوداء مع إخضرار النباتات والأشجار المحيطة بالبحيرات المنتشرة على سفوح الجبل مشهد قال عنه الجيولوجي الإيطالي أنجيلو بيسي " مشاهد غارقة في صور الجمال الطبيعي النادر تستقبل زوار الصحراء بشكل مفاجئ " . مشهد يشبهه أغلب زوار المكان بأنه كأن قطعة من سطح القمر سقطت على الأرض لانتشار الصخور اللابة السوداء وموجات الرمال الرمادية والسوداء التي غطت كامل المساحات على سفوح الجبل.